تقول القصة أن رجلاً معدماً لا يملك من حطام الدنيا شيئاً غير ملابسه الباليه ذهب إلى الحج فوجد في ساحة الحرم المكي عقداً فريداً من المجوهرات الثمينة فخاف أن يأخذ حراماً وكذلك خاف على هذا العقد إن هو تركه وذهب من عنده يأتي أحد ضعاف النفوس ويأخذه وما أكثرهم .. مع العلم أن صاحبنا يرثى لحاله فهو فقير ولا يملك شيئاً فجلس في المكان الذي وجد فيه العقد وأخذ ينظر للغادي والرائح عله يجد صاحبه فطال انتظاره حتى أقبل عليه رجل مذعور يدور في المكان وكأنه يبحث عن شئ .. فسأله الرجل الفقير: ما بك يا رجل؟
قال : إني أبحث عن عقد أضعته وأظنه في هذا المكان ..
قال : وما صفاته؟
قال : له كذا وكذا .. ثم أخرج له العقد فأخذ صاحب العقد يشكره ويثني عليه لأمانته فثمن هذا العقد يبلغ أكثر من 100,000 ريال ثم أخرج الرجل من جيبه 1000 ريال ليعطيها للرجل الفقير فحلف أن لا يأخذ شيئاً منها ورفع يديه إلى السماء وقال : اللهم إنما فعلت هذا ابتغاء مرضاتك ولا أنشد أحداً من خلقك أجراً عليه وإنما أبتغيه منك وأنت خير الرازقين !!
ولما انتهى موسم الحج أراد ذلك الفقير العودة لوطنه وعندما ركب البحر أخذت الامواج تحطم السفينة فأخذ صاحبنا يطلب من الله العون والنجاة ويتمسك بخشبة هي ما تبقى من حطام السفينة إلى أن ألقت به الامواج إلى الشاطئ فسار على قدميه حتى دخل قرية فأطعمه أهلها وكسوه ولبث في المسجد بقريتهم يتعبد ويذكر الله فوجدوه أهل القرية ذا علم ومعرفة بأصول الدين وأحكامه فجعلوه إماماً للمسجد وأخذ الرجل الفقير يعلم الناس فيه ويدرسهم فلبث عندهم مدة من الزمن الى أن جاء يوم قالوا له فيه : يا فلان نريد أن نزوجك فقال لهم : والله لاأملك شيئاً فقالوا له : لا عليك فالبيت موجود والعروس موجودة أيضا .. وبينما هم كذلك حتى رأى العروس ورأى ذلك العقد في نحرها فقال لها : من أين لك هذا العقد ؟
قالت : هو من عند أبي ..
فقال وأين أبوك ؟
فخرج له أبوها وسأله عن مصدر العقد فقال له والد الفتاة تلك القصة التي وقعت في الحرم وقال أيضاً أنه نذر على نفسه أنه إذا وجد ذلك الرجل ليزوجه من ابنته حتى مر وقت طويل ولم يعثر عليه فزوجها له !!
قال له صاحبنا : أنا ذلك الرجل !!
فتزوج صاحبنا من إبنة صاحب العقد وهذا بالفعل هو جزاء الأمانة !!
أعزائي هذه قصة حقيقية فقد ذكرها الشيخ بن مسفر وكذلك مجلة اسلامية بالعراق فاتقوا الله في أنفسكم وأماناتكم ..