كان هذا الملك عنده وزير مستقيم وحكيم وكان هذا الوزير يتوكل على الله في جميع أموره إلى أن حدثت هذه الحادثة ...
انقطع للملك في يوم من الأيام أحد أصابع يده وخرج دم ، وعندما رآه الوزير قال خيراً خيراً إن شاء الله ، وعند ذلك غضب الملك على الوزير وقال أين الخير والدم يجري من إصبعي .. وبعدها أمر الملك بسجن الوزير : وما كان من الوزير إلا أن قال كعادته خيراً خيراً إن شاء الله وذهب للسجن !!
وكعادته كان الملك في كل يوم جمعة يذهب إلى النزهة .. وفي آخر النزهة حط رحله قريباً من غابة كبيرة وبعد استراحة قصيرة دخل الملك الغابة ، وكانت المُـفاجأة أن الغابة بها ناس يعبدون لهم صنماً .. وكان ذلك اليوم هو يوم عيد الصنم ، وكانوا يبحثون عن قربان يقدمونها للصنم .. وصادف أنهم وجدوا الملك وألقوا القبض عليه لكي يقدمونه قرباناً إلى آلهتهم .. وقد رأوا إصبعه مقطوعا وقالوا هذا فيه عيبا ولا يستحسن أن نقدمه قرباناً وأطلقوا سراحه ..!!
حينها تذكر الملك قول الوزير عند قطع إصبعه (خيراً خيراً إن شاءالله).
بعد ذلك رجع الملك من الرحلة وأطلق سراح الوزير من السجن وأخبره بالقصة التي جرت عليه في الغابة .. وقال له فعلا كان قطع الاصبع فيها خيراً لي .. ولكن سوف أسألك سؤالاً واحداً : وأنت ذاهب إلى السجن سمعتك تقول خيراً خيراً إن شاء الله .. وأين الخير وأنت ذاهب السجن ؟!!
قال الوزير: أنا وزيرك ودائماً معك ولو لم أدخل السجن لكنت معك في الغابة وبالتالي قبضوا علي عَبَدَة الصنم وقدموني قربانا لآلهتهم وأنا لا يوجد بي عيب .. ولذلك دخولي السجن كان خيرا لي !!