توفي الصحابي الجليل .. مصعب بن عمير رضي الله عنه ولم يجدوا ما يكفنونه به إلا خرقة اذا غطي منها رأسه بانت رجلاه واذا غطيت رجلاه بان رأسه ... وهو من هو في البذخ والنعيم والترف وهو من أنعم أبناء قريش وأكثرهم مالا ودلالا .. حيث كانت والدته من أغنياء قريش فكانت تعتني به أيما عنايه حتى أنه اذا مر على شارع عرف أن مصعبا مر من هنا لبقاء رائحة الطيب منتشرة هناك .. فهذه الدنيا وحلاوتها وزخرفها لم تمنعه من اتباع محمد صلى الله عليه وسلم ... ولقد تعجبت كثيرا .. واحترت اكثر حينما ارى احدا من هذا النوع في اراضي القتال .. أبو ياسر الاماراتي ، رحمه الله وتقبله من عائلة ثريه وغنيه بالامارات في الشارقه ...أتى به والده من هولندا وأغدق عليه المال والنعمه ومن كل ما يطلبه من نعيم ... حتى وصل به الحال انه يصرف يوميا ألف درهم اماراتي وكل شهرين سيارة سبورت ...تركها كلها وذهب الى أفغانستان ورابط هناك وتدرب في الفاروق ... حتى أتاه والده وتوسل اليه ان يرجعه الى الامارات وفعلا رجع ... ولكن هل طاق الحياة المنعمه بعد ان ذاق طعم الجهاد والرباط ... ؟؟؟
ما أن بدأت أحداث البوسنه حتى طار الى هناك ... ترى بدلته العسكريه وقد تلطخت بالطين .... وشعره الناعم قد اغبر .... وسحنة وجهه الناعمه قد تغيرت .... ويداه الطريتان قد تشققت وهو يحمل الذخائر ... ترى خدمته لاخوانه من المجاهدين وهو من يخدمه ثمانية خدم في الامارات ... وتراه وهو ينام في أي مكان متوسدا كومة من القش او قطعة خشب وقد غط بنوم عميق... وهو ينام في الامارات على فراش لايقل سعره عن ألفي دولار ... في منتهى التواضع والطيبه وكأنه ابن فقر او لم يمر عليه خير قط...؟؟؟؟
لتعلم أخي الفاضل أن الدين اذا تغلغل في القلوب تمكن منها فلم يلتفت الجسد الى ملذاته ... بقي على هذه الحاله الى قتل رحمه الله